أهم الأخبارمقالات الرأي

سامح صفوت يكتب : الفن اهم من شيوخ المساجد ودكاترة الجامعات

مقالة جديدة وحديث جديد من احاديث الثلاثاء وموضوعها : عبارة تم تداولها خلال اليومين الماضيين وهي “الفن اهم من شيوخ المساجد ودكاترة الجامعات” هذه العبارة لا تنم  إلا على الجهل بالقول ، وعدم الألمام بما يقدمه رجال الدين والعلم في حياتنا ، ودعونا نتساءل على اي اساس من العقل والمنطق تفوه احد من يدعون نفسهم بالفنانين بهذه العبارة.

فالذي يقدر قيمة الفن الهادف والرسالة السامية للفن والفنانين يجل ويحترم رجال الدين والمشايخ ويعرف جيدا قيمة العلم والعلماء ، ولنتساءل مرة اخرى : هل هناك من هو اهم او افضل من فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه ؟! ، الذي تتلمذ على يده كبار المشايخ والعلماء بل ووصل صيته للعالمية واحبه المسلمون وغير المسلمين ايضا لسماحته وطيب كلامه وعلمه وطيبته وبشاشة وجهه ، ودخول الكثيرين على يده الي الدين الأسلامي ، هذا بالنسبة لرجال الدين وشيوخ المساجد .

اما بالنسبة لأساتذة الجامعات والذي اصبح منهم الكثير من العلماء والذين قاموا بالتدريس في الجامعات المصرية والأجنبية وتتلمذ على يديهم الآلآف المؤلفة من الطلبة  المصريين والأجانب ، بالأضافة لعلمهم المتوارث ، فهل يجوز او يعقل ان تكون هناك مقارنة مثلا مع العالم الكبير أحمد زويل رحمه الله بما قدمه للبشرية من علم واكتشافات حاز على اثرها على جائزة نوبل للسلام ؟! ، ام الدكتور مجدي يعقوب والذي جعله الله سببا لحياة الاف الأطفال والكبار في مصر بل والعالم اجمع ؟! ، هؤلاء هم من وصلوا بعلمهم الى العالمية .

وهناك الأكبر من ذلك ،حقبة ما قبل وجود الفن ووسائل التواصل الأجتماعي والأتصالات عموما ، الحقبة التي برز بها مشايخ وعلماء يعرفهم التاريخ ويجلهم الغرب اكثر مما نجلهم نحن مثل الحسن بن الهيثم والرازي والخوارزمي وابن النفيس ، والأئمة الكبار مثل ابن تيمية والغزالي وابن حنبل ، الذين اثروا في العالم كله وكتب عنهم مئات الكتب وألفوا العديد من الكتب والمراجع التي يلجأ لها العلماء حتى وقتنا هذا وعرفهم القاصي والداني دون فيس بوك او يوتيوب او انستجرام !.

أما عن الفن والفنانين فأغلبهم بل والكثير منهم يعرفون جيدا ان للفن رسالة ، والأعمال الفنية المحترمة سواء درامية او سينمائية اومسرحية او أذاعية معروفة وتملأ مكتبات التليفزيون والقنوات الفضائية لا نخوض في ذكر عمل بعينه حتى لا ننسي ونتغافل عن قيمة الأعمال الأخرى وهي معروفة للجميع ، كل على حسب تذوقه الفني واختياراته .

ولكن لاننكر انه يوجد ما يسمى بالفن الهابط او السئ الذي يسيئ للمشاهد ويسيئ للمجتمع ويحض على البلطجة والرذيلة والجريمة بل والتفنن في ابتكار الجرائم المستحدثة على مجتمعنا والأمثلة هنا ايضا معروفة ، ولكن في المقابل هل نرى أن هناك رجل دين جليل قدم قيمة مسيئة للأنسانية ، بل ان جميع الأديان تدعو لقيم الحق والخير والتسامح ، او ان هناك عالم قدم علما اساء للبشرية؟! ، بل كل علوم الدنيا نافعة لنا ولا يمكن الأستغناء عنها .

وفي النهاية نصيحة لوجه الله : اذا تكلم احدكم فليتكلم عن وعي ودراية وثقافة أو لا يتكلم ،(فلتقل خيرا او لتصمت) -وبالعامية- (( بلاش فتي علشان تعمل تريند ! )) .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى